اضطرابات النوم – Sleep Disorders

التعريف و الوصف

ظاهرة النوم

النوم حالة من فقدان الوعي التي يمكن للفرد أن يفيق منها بمؤثر معين, و النوم من الوظائف البيولوجية التي مازالت غامضةً إلى حدٍّ كبير. معظم الناس يحتاجون إلى ستّ ساعات من النوم أو ما يزيد على ذلك في كلّ ليلة؛ حتى يستطيع الفرد القيام بوظائفه في النهار، ولا يزال العلماء يحاولون فهم التغيّرات الحيوية والكيميائية التي تحدث في أثناء النوم، والتي تجعله يحقّق لنا مخزوناً من الطاقة  restorative function، أو التجديد واستعادة الطاقة، أو إحياء الطاقة، أو تجديد طاقة الإنسان، وتعويض الإنسان عن التعب والإرهاق. وكثير من الناس يعانون اضطرابات النوم. وتسبّب اضطرابات النوم كثيراً من الإزعاج؛ بسبب شدّتها، أو كثرة تكرارها، أو إعاقتها بعض الوظائف في المجالات المهنية أو العملية أو الوظيفية، وكذلك في المجالات الاجتماعية، أو في غير ذلك من الأدوار التي يقوم بها الإنسان.

حيث  تمثّل اضطرابات النوم مشكلةً صحيةً خطيرةً؛ بسبب الآثار التي تترتّب على الحرمان من النوم؛ إذ يؤدي الحرمان من النوم إلى ضعف أداء الفرد أو نشاطه في أثناء النهار، وقلة قدرته على التركيز، والعجز عن أداء وظائفه المهنية أو الدراسية أو أدواره الاجتماعية، فضلاً عن اعتلال الصحة.

إلى جانب ذلك، فإن اضطرابات النوم قد تترابط مع مشكلات نفسية أخرى؛ مثل: القلق، والاكتئاب، وضيق النفس، والمشي أو الكلام في أثناء النوم، والكوابيس الليلية، والفزع الليلي. وتصيب الاضطرابات جميع الفئات العمرية، وإن كانت تكثر في سنّ الشيخوخة، وفي الطفولة، وفي الأوقات التي يتعرّض فيها الإنسان للمشكلات والأزمات؛ كالحروب، والزلازل، والبراكين، وغيرها.

تقع مشكلات النوم في طائفتين من الاضطرابات، هما: اضطرابات النوم dyssomnias، واضطرابات الباراسومانيا parasomnias. ويتضمن النوع الأول اضطرابات في كمية النوم، ونوعية النوم أو جودته، أو أوقات النوم. ويمكن تمييز عدة اضطرابات فرعية من هذه المجموعة من اضطرابات النوم، هي:الأرق الأوّلي، والأرق الأوّلي الشديد، والأرق التخديري narcolepsy، واضطرابات تصيب عملية التنفس في أثناء النوم، واضطرابات اختلال نسق النومcircadian rhythm sleep disorder.

الأرق الأوّلي

الأرق Insomnia مصطلح مشتق من عبارة لاتينية تعني: عدم النوم، أو من دون النوم، ويلاحظ أن وجود حالات قليلة من الأرق في بعض المناسبات، خصوصاً في أوقات الضغط، لا يعني أن هذه الحالات هي حالات شاذة أو مرضية، وإنما يُطلق اضطراب الأرق على الحالات المستديمة فقط. وهناك حالة في كلّ ثلاث حالات من بين الراشدين في المجتمع يعانون حالات مزمنة أو مستديمة من الأرق في أيّ وقت من حياة الفرد. ويُلاحظ أن الأرق المزمن يصيب كبار السن أكثر من صغار السن، كما أنه يصيب النساء أكثر من الرجال؛ فصغار السن يشكون من صعوبة الدخول في النوم، وتستغرق محاولاتهم وقتاً طويلاً. أما كبار السن، فإنهم يشكون من تكرار مرات الاستيقاظ في أثناء النوم، أو من الاستيقاظ مبكراً في الصباح. وإذا استمر الأرق المزمن شهراً أو ما يزيد على ذلك كان ذلك دليلاً على وجود مشكلة فسيولوجية أو نفسية، مثل الاكتئاب؛ لذلك إذا تمّ علاج الاكتئاب علاجاً جيداً تزول حالة الأرق، ويستعيد المريض نمطه في النوم الطبيعي مرةً أخرى.

أما حالات الأرق التي لا ترجع إلى مشكلة فسيولوجية أو نفسية أخرى، أو لا يمكن إرجاعها إلى تناول العقاقير والأدوية، أو أيّ معالجة أخرى، فهنا نكون أمام اضطراب في النوم يُعرف باسم الأرق الأوّلي primary insomnia. والأشخاص الذين يعانون الأرق الأوّلي هذا يجدون صعوبةً في الاستغراق في النوم، أو البقاء من دون نوم، ولا يحصلون على نوم جيد يستعيدون معه طاقتهم ونشاطهم ويقظتهم، وإذا استمرت هذه الحالة عدة أشهر يُصاب المريض بالضعف.

تؤدي اضطرابات النوم إلى الشعور بالتعب والإرهاق في أثناء النهار، ويشعر الإنسان بالضيق والانزعاج، ويجد صعوبةً في أداء وظائفه الاجتماعية والمهنية وأدواره الأخرى؛ فالحرمان من النوم يعوق نشاط الفرد، أو تحصيل الطالب، وهذا النوع من الأرق هو أكثر أنواع الأرق انتشاراً.

وتؤدي العوامل النفسية دوراً مهماً في هذا النمط من الأرق؛ فمثل هؤلاء المرضى يصطحبون متاعبهم وقلقهم ومشكلاتهم معهم إلى الفراش، ومثل هذه المشكلات تجعلهم أكثر يقظةً لدرجة تحول بينهم وبين النوم، وبعد ذلك يشكون من عدم أخذ قسط وافر وكافٍ من النوم، وهو ما يضاعف من مشكلاتهم الخاصة بالنوم.

قد يحاول المريض إرغام نفسه على الدخول في النوم، وإن كان ذلك يخلق مزيداً من القلق والتوتر، وهو ما يجعل الدخول في النوم أكثر صعوبةً. ولا يستطيع الإنسان أن يرغم نفسه على النوم بالقوة، لكن في الإمكان إعداد المكان المناسب للنوم، والذهاب إلى الفراش عندما نشعر بالتعب فقط، وعندما نشعر بالاسترخاء، ونسمح للنوم أن يأتي بصورة طبيعية من دون إرغام.

اضطراب الأرق الأوّلي الشديد

يُشتق مصطلح الأرق الأوّلي الشديد primary hypersomnia  من عبارة يونانية تعني: أكثر من اللازم، أو أشد من الوضع الطبيعي، وصاحب هذا الاضطراب ينام كثيراً في النهار، وقد تستمر هذه الحالة شهراً أو أكثر كأن المريض في حالة سكر من النوم sleep drunkenness. وقد يجد الفرد صعوبةً في الاستيقاظ بعد أن يكون قد نام مدةً طويلةً نحو 8-12 ساعة، أو ينام المريض في النهار في كلّ يوم، سواء أكان ذلك بصورة مقصودة أم غير مقصودة؛ كأن يسقط الفرد في النوم في أثناء مشاهدته التلفاز. حتى إذا استمرت مدة نعاس النهار نحو ساعة أو أكثر فإن المريض لا يشعر بعدها بالانتعاش. وتُعرف هذه الحالة بأنها أوّلية؛ لأنها لا ترجع إلى أسباب أخرى، أو ظروف صحية أخرى، أو ترجع إلى تناول بعض المعالجات؛ لأن هناك حالات من الأرق ترجع إلى المعاناة من الاكتئاب أو من القلق، وإن كان كلّ منا قد يجد نفسه في حاجة إلى قدر من النعاس في أثناء النهار، وفي أثناء القراءة أو مشاهدة التلفاز، لكن المصاب بهذه الحالة يستغرق في النوم بصورة مستديمة لدرجة تعوق عمله النهاري؛ كأن تفوت عليه فرص حضور اجتماعات مهمة بسبب صعوبة في الاستيقاظ. وتنتشر هذه الحالة بين 0.5-5٪ من الراشدين في المجتمع .

اضطراب النار كلوبسي

يشتق مصطلح اضطراب النار كلوبسي Narcolepsy من عبارة يونانية معناها الإغماءة stupor، أو الغفوة، أو الذهول والهجوم، أو النوبة. وهنا تهاجم المريض نوبات من النوم، فيسقط فجأةً نائماً من دون سابق إنذار. وقد يظلّ نائماً مدة 15 دقيقة في المتوسط، وقد تهاجمه هذه النوبة وهو في وسط محادثة أو مفاوضات في أيّ لحظة، ويسقط على الأرض نائماً. ويتمّ التشخيص بهذه الحالة إذا وقعت النوبات يومياً مدة ثلاثة شهور أو ما يزيد على ذلك. وتصاحب هذه الحالة حالات أخرى، هي: فقدان فجائي للسيطرة على العضلات catalepsy، وinsertions of REM sleep في المرحلة الانتقالية بين اليقظة والنوم، فيتحول المريض فجأةً إلى النوم الذي تصاحبه حركات جفن العين بعد اليقظة مباشرةً في حالات النوم الطبيعي؛ لذا فإن هذا النمط من النوم المصاحب لحركات جفن العين لا يحدث مباشرةً، وإنما بعد عدة مراحل أو أطوار من أطوار النوم.

ويُلاحظ أن هذه الحالة نوبة أو صدمة catalepsy تحدث عقب حالة من ردّ الفعل الانفعالي الشديد، مثل الفرح الزائد، أو الغضب الزائد، وتراوح الأعراض المصاحبة لها بين مجرّد شعور بضعف في الرجل أو فقدان كامل للسيطرة على العضلات، وهو ما يؤدي إلى انهيار الشخص أو سقوطه. والأشخاص الذين يعانون الصدمات Narcolepsy قد يعانون أيضاً حالة شلل النوم sleep paralysis، وهي حالة وقتية تحدث بعد الاستيقاظ؛ إذ يشعر المريض بالعجز عن الحركة أو الكلام، وقد يعاني أيضاً من بعض الهلاوس المخيفة؛ أي: يدرك أشياء مخيفة لا وجود لها في عالم الحقيقة والواقع، ويُطلق على هذه الهلاوس مصطلح hypnagogic hallucinations، وتحدث قبل النوم. وتتضمن هذه الحالة إحساسات بصرية وسمعية ولمسية وحركات جسمية.

مازالت أسباب هذا الاضطراب غامضةً، وإن كان يُرجَّح وجود أسباب وراثية؛ بسبب وقوع هذا الاضطراب بين الأقارب. وينطوي هذا الاضطراب على مزيد من الأخطاء، خصوصاً في الأعمال الخطيرة، كما هو الحال في قيادة السيارات .

اضطرابات النوم المرتبطة بصعوبات التنفس

يعاني أصحاب اضطرابات النوم المرتبطة بصعوبات التنفس Breathing – related sleepdisorder من خلل في النوم يرجع إلى وجود صعوبات في التنفس، ويؤدي ذلك إلى الأرق أو النوم الزائد في أثناء النهار. وبالطبع، تختلف الأسباب المؤدية إلى اضطراب التنفس، وأكثرها شيوعاً ما يُعرف باسم اضطراب النوم الانسدادي، وهو انقطاع النفس obstructive sleep apnea، وتتضمن هذه الحالة نوبات متكررة من الانسداد obstruction الكلي أو الجزئي في التنفس في أثناء النوم، واللفظة مشتقة من عبارة يونانية معناها عدم التنفّس أو انعدامه. وتنتج صعوبات التنفس من إغلاق الممرات الهوائية، أو منع انسياب الهواء في الممرات الهوائية العليا، وترجع –في الأغلب– إلى عجز أو ضعف أو عيب في البناء، أو في التركيب، مثل التهاب الحنك palate السميك، أو التضخم في اللوز tonsils، أو التهاب في الغدد adenoids. وفي حالة الانسداد التام قد يتوقف المريض عن التنفس مدةً تراوح بين 15 و90 ثانية مرات كثيرة قد تصل إلى 500 مرة في الليلة. وقد يهبّ النائم واقفاً يستلقف الهواء، ويحاول أن يتنفس بعمق، ثم ينام من دون أن يعرف إذا كان تنفّسه معاقاً أو معطّلاً.

ويؤدي ضيق الممرات الهوائية the air passages إلى حصول شخير بصوت عالٍ loud snoring، ويتوقف عند توقّف التنفس. في بعض الحالات لا يحدث انسداد كامل في التنفس، ويعاني المريض حدوث التوقف الكامل للتنفس، وإذا تكرّرت هذه الحالة فإن الفرد يشعر بالرغبة في النوم في أثناء النهار، وهو ما يعوق الأداء الكفء عنده. وتحدث هذه الحالة في 1-10% من الراشدين، وتزيد معدلاته بين الرجال مقارنةً بالنساء، خصوصاً بين الرجال الذين تراوح أعمارهم بين 40 و56 عاماً. وكذلك يزيد انتشار هذا المرض بين مرضى السمنة obese people؛ بسبب ضيق الممرات الهوائية العليا عندهم نتيجة تضخم الأنسجة الرخوة، وقد يزيد ارتفاع الشخير فتشعر زوجة المريض أنها تنام في مصنع يصدر ضوضاء عالية، ويتوقف الشخير عندما يتوقف التنفس. وقد يحدث هذا الانسداد إذا تناول المريض الكحول قبل النوم، وقد لا يشعر المريض بأنه مصاب بضيق التنفس حتى يتم تشخيصه، لكن زوجته تشعر بذلك، وقد يضطر شريك الحياة غير المصاب إلى البحث عن مكان آخر ينام فيه، وتكون نوعية الحياة عند هؤلاء المرضى أقلّ جودةً .

اضطراب خلل نسق النوم

معظم الوظائف الجسمية تسير في شكل نسقي أو دائري a cycle or an internal rhythm، ويُسمَّى هذا النسق circadian rhythm، وتستمر هذه الدائرة مدة 24 ساعة، يسير الإنسان في جدول متبادل بين النوم واليقظة بشكل طبيعي sleep – wake schedules.وقد يصيب هذا النسق الاضطراب بسبب الظروف الخارجية للفرد، وقد يقود هذا الخلل في هذا النسق إلى الأرق، أو إلى الأرق الشديدhypersomnia، ويجب أن يكون هذا الخلط في هذا النظام دائماً وحاداً حتى يشعر المريض بالانزعاج، وحتى تُعاق قدراته على الأداء في المجالات الاجتماعية أو الدراسية أو المهنية.

لا يشكّل اختلاف هذا النسق بسبب ظروف السفر اضطراب خلل نسق النوم circadian rhythm sleep disorder؛ لأنه مؤقت، لكن اختلاف ورديات العمل–كما هو الحال عند الممرضات أو الحراس أو عمال المصانع– قد يخلق عدم التكيّف في حياة الفرد في النوم؛ أي: الإصابة بهذا النوع من اضطرابات النوم.

اضطراب الباراسمومانيا

يتضمّن اضطراب الباراسمومانيا Parasomnia أحداثاً سلوكيةً أو أحداثاً شاذةً تحدث في أثناء النوم، أو عند العتبة بين اليقظة والنوم، ومن ذلك حدوث الكوابيس الليلية، والفزع الليلي، والمشي في أثناء النوم. والكابوس هو حلم مزعج ومخيف يستيقظ النائم على إثره. ويتضمّن الحلم بعض المخاوف أو التهديدات، والتعرّض لأخطار فيزيقية، مثل المطاردةchased، أو يتعرّض النائم للهجوم، أو تتمّ إصابته أو جرحه. ومن خصائص الكابوس أن النائم يستطيع أن يتذكّره أو يسترجعه عند اليقظة بصورة حية، لكن الخوف والقلق قد يمنعان الفرد من العودة إلى النوم ثانيةً بعد الكابوس.

ووفقاً لبعض الإحصاءات، هناك نحو نصف الراشدين يحلمون في بعض الأحيان بالكوابيس، لكن النسبة غير معروفة لأولئك الذين يخبرون الكوابيس المكثفة والمتكررة، التي يعقبها الشعور الانفعالي بالإزعاج، أو الصعوبات في الأداء أو في الوظائف؛ فمثل هذه النسبة غير معروفة إلى الآن على وجه الدقة.

تترابط غالباً الكوابيس مع الأحداث الصدمية، وتكثر عندما يتعرّض الفرد للضغوط أو المشكلات، ومن ذلك ما وجده العلماء من زيادة معدلات الكوابيس بين الأحياء الذين نجوا من زلزال سان فرانسيسكو في الولايات المتحدة الأمريكية عام1989م. وكذلك وُجد أن الأطفال الذين عايشوا زلزال لوس أنجلوس في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1994م عانوا مزيداً من الكوابيس مقارنةً بغيرهم، ويحدث هذا للجنود في ساحات القتال وبعدها.

يحدث الكابوس في أثناء النوم المصاحب لحركات جفن العين السريعة، ويحدث في أواخر الليل أو قبيل الصباح، ويتضمن نشاطاً حركياً، كما يحدث في الجري والهروب من المهاجم assailant، لكن لا تحدث فيه أنشطة عضلية كثيرة، وإنما يحدث كفّ لحركات الجسم كما لو كان النائم قد أصابه الشلل أو التجمد، لكن هذا يحدث –لحسن الحظ– لأنه يمنع النائم من القفز من الفراش والجري والهروب إلى مكان خطر.

اضطراب المشي في أثناء النوم sleepwalking disorder

يتعرّض النائم لنوبات يخرج فيها من فراشه، ويتجوّل في المنزل، ثم يعود وهو نائم. ويحدث اضطراب المشي في أثناء النومsleepwalking disorder طور النوم العميق؛ إذ لا توجد في هذه المرحلة أحلام؛ لذلك فإن هذه الحالة ليست حلماً. لكن تكرار هذه العادة يسبّب الإزعاج لصاحبها، ويعوق أداءه. ويكثر هذا العرض لدى الأطفال، ويراوح انتشاره بين 1 و5%، وتصل هذه النسبة بين الراشدين إلى 7%. وأسباب هذا الاضطراب ليست معروفة إلى الآن. ويتحاشى النائم الصدام مع الأشياء، لكن هناك بعض الحوادث التي تقع لهؤلاء المرضى، ويبدو أن وجه النائم في هذه الحالة يكون عديم التعبير، وفي الإمكان إيقاظ النائم من نوبة المشي، وليست هناك خطورة في ذلك.

 اضطرابات النوم في مرحلة الطفولة

من جرّاء تعرّض الأطفال في الطفولة المبكرة للضغوط يُصابون باضطرابات النوم sleep disturbances، ومن ذلك صعوبة الدخول في النوم، أو عدم النوم. وتزداد هذه الاضطرابات في الأطفال عندما يبدؤون الذهاب إلى المدرسة أول مرة، وبمرور الوقت تزول هذه الاضطرابات؛ فقد لوحظ أن هناك نحو ثلث أطفال السنّ (4-5) أعوام يصابون بهذه الاضطرابات، بينما يُصاب بها 15% فقط من أطفال السنوات الستّ، و8% فقط من أطفال السنوات العشر، وهؤلاء يستيقظون باستمرار في أثناء النوم.

ومن شكاوى الأطفال أيضاً المعاناة من الكوابيس، التي يكثر انتشارها في الطفولة عنها في المراحل اللاحقة؛ فقد لوحظ أن هناك نسبة تراوح بين 10 و50%من أطفال السنّ (3-5 سنوات) يعانون الكوابيس بصورة متكررة، لدرجة أنها تزعج الآباء.

لا يُظهر الأطفال الذين يعانون الكوابيس إثارةً فيزيقيةً، وقد لا يستيقظ الطفل من هذا الحلم. وبعد الاستيقاظ يستطيع الطفل وصف الكابوس بالتفصيل، وكيف كان الحيوان الذي كان يهاجمه غريب الشكل، وكيف كان ضخماً ومخيفاً، أو كيف كان هذا الوحش monster طويلاً وضخماً، وكيف كان يبدو الكهف الذي خرج منه، وبعد ذلك يهدأ الطفل. لكن على العكس من ذلك، يبدو على الأطفال الذين يعانون الفزع الليلي التوتر والإثارة الفيزيقية، ومن ذلك العرق، وزيادة ضربات القلب، وزيادة التنفس أو البحث عن الهواء hyperventilation، ويستيقظ الطفل وهو في حالة من الرعب والخوف panic، ويأخذ في الصراخ. وتصعب إعادة الطفل إلى حالة الهدوء، ولا يستطيع أن يصف الطفل ما حدث له، كما لا يستطيع أن يصف الحلم، ولا يستطيع أن يتذكر الطفل شيئاً من أحداث الليلة الفائتة.

أسباب إضطراب النوم

هناك أسباب عديدة إلضطراب النوم منها :

  • الأسباب البيولوجية

مثل إلاجهاد الجسمي وإضطرابات الجهاز العصبي المركزي والتعود على تناول المهدئات والمنومات بكثرة أو تناول المواد المنبهة بإفراط وإضطرابات التغذية وجهاز الهضم والإمساك وغيرها وهذه وهذه الأسباب لها تأثير على  نوعين من أنواع الشخصية وهي الشخصية المضطربة التي تتراوح بين اإلكتئاب المرضي في أحيان والفرح في أحيان أخرى أو الشخصية الصاخبة التي ال تستطيع النوم من كثرة الفعالية والمرح والمشاركة والدوافع الخالقة واإلفكار المتناثرة

  • الأسباب النفسية

مثل الإضطرابات الانفعالية والقلق والتوتر والإكتئاب وعدم الشعور بالأمن والراحة والهروب من القصص المثيرة أو المخيفة والخوف من الظلام بالنسبة للأطفال والنوم منفرداً وانتقال الأم خارج المنزل الذي يؤدي إلى إضطراب النوم لدى أطفالها وكذلك الانفعالات المكبوتة التي يمكن أن تؤثر في النوم .

  • الأسباب البيئية

تنشأ هذه الأسباب نتيجة لحافز خارجي مزعج أو نتيجة لتغيير تناوب نوم الشخص مثل الضوضاء وطبيعة السرير وحرارة غرفة النوم وعادات النوم المتبعة وكذلك إتجاهات الوالدين الخاطئة عن مدة النوم ومتطلباته وإجبار الطفل أن ينام في وقت محدد حسب ظروف حياتهم والنوم مدة أقل أو أكثر من الازم وإستعمال النوم كتهديد أو عقاب وأساليب المعاملة السيئة مع الطفل و إجباره على النوم.

  • أسباب اجتماعية و تربيوية

مثل إتجاهات الوالدين الخاطئة عن ساعات النوم الازمة وعدم توفير عادات صحية للنوم ونظام التغذية داخل الأسرة وضيق المسكن ونوم الأطفال مع الوالدين في نفس الغرفة.

أساليب العلاج والوقاية من اضطرابات النوم

هناك بعض الأطباء الذين يعتمدون في علاج هذه الاضطرابات على العقاقير المنومة hypnotics، لكن لهذه العقاقير آثار جانبية خطيرة؛ لذلك فإن العلاج المفضّل هو العلاج بغير العقاقير nonpharmacological treatment، خصوصاً العلاج المعرفي والعلاج السلوكي.

يعتمد العلاج الحيوي على العقاقير المهدئة الخفيفة minor tranquilizers، وهي العقاقير نفسها التي تُستخدم في علاج القلق، لكنها تستخدم أيضاً في علاج الأرق. وهذه العقاقير تجعل الفرد أكثر استعداداً للنوم، وأكثر هدوءاً، وتقلّل من حالة الإثارة، لكن قد يغلب النوم على المريض في أثناء النهار، وقد تؤدي كذلك إلى خفض الأداء أو العمل، وإذا انسحب العقار أدّى ذلك إلى نوع من الأرق، يُعرف باسم الأرق الارتدادي rebound insomnia، وهي درجة أشد من الأرق عما كان يعانيه المريض في الأصل.

ومن الأخطار كذلك أن الجسم يكوّن عادة(الاحتمالية)، وبذلك يحتاج المريض إلى مضاعفة الجرعات حتى يحدث في نفسه التأثير المطلوبprogressively larger doses، وهذه الجرعات الكبيرة قد تكون خطيرةً، خصوصاً إذا كان المريض يخلطها بالكحول عند النوم، والجرعات المتزايدة قد تؤدي إلى(الاعتمادية)؛ أي: إلى الإدمان addiction. ويقود انسحاب العقار من متناول يد المريض إلى معاناته من أعراض الانسحاب withdrawal symptoms، ومن هذه الأعراض الانسحابية:التهيّج، والثورة، والصدمات، والغثيان، والصداع، وفي الحالات الشديدة قد يعاني المريض الهلاوس، وهي مُدركات حسية يدركها المريض، وهي غير موجودة في عالم الحقيقة والواقع، كما قد يعاني بعض الضلالات أو الهذاءات، وهي أفكار وهمية خاطئة.

ومن الناحية النفسية، قد يصبح المريض مدمناً أقراص النوم على المستوى النفسي؛ أي: يحدث له الإدمان النفسي، وهو لا يقلّ خطورةً عن الإدمان الفسيولوجي؛ إذ يرغب المريض في تناول العقار، ويعتقد أنه لن ينام إلا إذا تناوله. وقد يعتقد المريض أنه لا ينام إطلاقاً إلا بتأثير العقار، وليس نتيجة قدرته هو، وبذلك يعتمد أكثر على العقار، ويصعب عليه الإقلاع عن تناوله. إلى جانب ذلك، فإن الاعتماد على أقراص النوم لا يؤدي إلى حلّ الأسباب الحقيقية التي تؤدي إلى الأرق؛ أي:حلّ المشكلات التي تؤدي إلى حالة الأرق. وكذلك، فإن هذه الأقراص لا تساعد المريض على تعلّم طرائق أكثر فاعليةً للتكيّف مع مشكلاته.

يساعد العلاج السلوكي المعرفي على تقليل حالة اليقظة أو الإثارة الزائدة التي تمنع النوم، كما يساعد على تعديل عادات النوم، ويزيل العادات غير الصحية أو غير المتكيفة، ويغيّر أفكار المريض الخاطئة حول النوم واليقظة والأرق. ويشمل عدداً من الإجراءات، منها: التحكم في المثيرات المرتبطة بالنوم، والتدريبات على الاسترخاء، وتكوين مفاهيم جيدة عن النوم؛ بمعنى: تعديل بيئة المريض المرتبطة بالنوم؛ كالذهاب إلى الفراش استعداداً للنوم؛ لذلك فإن هذا الظرف يساعد على النوم، لكن قد يحدث أن يستخدم الإنسان فراشه لأغراض أخرى كثيرة؛ كالقراءة، والكتابة، وتناول الطعام، ومشاهدة التلفاز؛ لذا فإن هذه الرابطة بين ظروف النوم والنوم نفسه تضعف أو تقلّ، ويفقد الفراش صلته أو علاقته بالنوم، وإذا شرع الفرد في تقليب الأفكار عندما يذهب إلى فراشه فإن الفراش سيرتبط بالقلق والإحباط أكثر من ارتباطه بالاستغراق في النوم؛ لذلك فإن منهج التحكّم في المثيرات المحيطة بجوّ النوم يستهدف تقوية الرابطة بين الفراش والنوم عن طريق تقليل الأنشطة التي يقوم بها الفرد في الفراش، وعن طريق تقليل المدة الزمنية التي يقضيها الفرد في الفراش محاولاً الاستغراق في النوم. وإذا حاول الفرد الدخول في النوم لمدة أقصاها 20 دقيقة، ولم يفلح في ذلك، فعليه أن يغادر الفراش، ويذهب إلى غرفة أخرى للحصول على حالة من الاسترخاء العقلي والعصبي قبل العودة ثانيةً إلى الفراش؛ كالجلوس ساكتاً وهادئاً، أو القراءة، أو مشاهدة التلفاز، أو ممارسة تمرينات الاسترخاء؛ فيبدأ من عضو واحد من أعضاء الجسم، أو من طرف واحد من أطراف الجسم، ثم يستمر بصورة تقدّمية حتى يشمل كلّ الجسم. وعلى الإنسان أن يساعد نفسه على التخلص من حالات الأرق عن طريق جعل البيئة مشجعةً ومؤديةً إلى النوم، وتكوين عادات جيّدة للنوم، وهو ما يجعل الفرد مستعداً أكثر للنوم.

 

المزيد عن التغذية الراجعة للدماغ

تعمل التغذية الراجعة للدماغ على تحفيز الدماغ لفترة وجيزة على مستوى دقيق للغاية، كما ويعمل على إنشاء تغييرات مؤقتة في موجات الدماغ مما يسمح للدماغ بإعادة تنظيم نفسه، وبالتالي تحرير نفسه من الأساليب المرتبطة به في الماضي.
تتأثر الأنماط\ الأساليب الدائمة فقط بالتحول إلى أنماط\ أساليب موجة دماغية أكثر مرونة وأكثر صحية. حيث ذكر أولئك الذين تم علاجهم من خلال تقنية التغذية الراجعة للدماغ  بأن الأعراض التي كانوا يحاولون التخلص منها قد تضاءلت.
قم بالتواصل معنا لمعرفة المزيد أو لتحديد موعد لجلسة تدريب الدماغ في مركزنا .

 

More about Neurofeedback

Neurofeedback stimulates the brain briefly at a micro-precise level, creating temporary changes in brain waves. This allows the brain to reorganize itself, thus releasing itself from patterns that may have been attached to it in the past.

Only lingering patterns are affected by the transformation into flexible, more healthy and functional brain wave patterns. Those treated with Neurofeedback reported that the symptoms they were trying to get rid of had diminished.

.Contact us to learn more or to take an appointment for a brain training session at our center